جواهر لال نهرو 1889 - 1964هو ابن موتيلال وأول رئيس وزراء للهند. كان
له تأثير استمر فترة طويلة على مؤسسات الوطن وطموحاته. أدى أيضًا دورًا رئيسيًا في الشؤون
العالمية بوصفه أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز.
وُلد في مدينة الله أباد،أرسله والده إلى إحدى المدارس الإنجليزية البارزة ثم إلى جامعة كمبردج
حيث نال درجة في العلوم. وعاد إلى الهند عام 1912م وشارك في النضال الوطني ضد الإنجليز.
وفي عام 1920م شارك في حركة العصيان المدني وكانت هذه نقطة تحول في حياته من ناحيتين؛
فقد جعلته على اتصال بالمهاتما غاندي الذي ظل على صلة وثيقة به طوال حياته، وأعطاه الخبرة
المباشرة حول مستويات الفقر والفاقة الموجودة في الهند. ومنذ ذلك الوقت، كرس حياته كلها
للنضال الوطني. سجنه البريطانيون في مناسبات عديدة. رأس نهرو المؤتمر القومي الهندي في
أعوام 1929، 1936، 1937، 1946م، وكذلك بعد الاستقلال.أدّى نهرو الدور الرئيسي في
مفاوضات الاستقلال وجاء اختياره بالإجماع رئيساً للوزراءعام 1947م. تولى المنصب دون
منافسة خطيرة حتى وفاته عام 1964م. وقاد حزب المؤتمر إلى النصر في ثلاثة انتخابات عامة
متتالية. وبأفكار نهرو تبنت الهند دستورًا رفض الديانة في الأمور المدنية، وتبنى الديمقراطية البرلمانية. كما اقتنع أيضًا بأن الهند يمكن أن تتقدم اقتصاديًا بتبني التخطيط، الذي يمكن من الاستخدام الأمثل للعلم الحديث والتقنية الحديثة. وقد أشرفت لجنة التخطيط التي أسسها على سلسلة من الخطط الخماسية (لمدة خمس سنوات)، أنشئت خلالها صناعات الفولاذ والصناعات الثقيلة تحت سيطرة الدولة. وكان نهرو مصممًا على تحويل الهند إلى بلد اشتراكي، لكنه أصر أيضًا على أن يتحقق ذلك من خلال عملية ديمقراطية.
وعلى النطاق العالمي، عمل نهرو مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر ورئيس يوغوسلافيا ـ سابقًا ـ جوزيف بروز تيتو والرئيس الاندونيسي أحمد سوكارنو لتأسيس حركة عدم الانحياز. كما أسس نهرو أيضًا علاقات ودية مع الاتحاد السوفييتي (سابقًا). وقد أدت هذه الحركة إلى بعض العداء مع الولايات المتحدة تجاه الهند. وسارت هذه العداوة إلى الأسوأ بسبب انحياز الولايات المتحدة إلى جانب باكستان. وفي البداية، كان نهرو ينشد الصداقة والتعاون مع الصين، لكن عملاقي آسيا أصبحا بالتدريج يتنافسان على زعامة آسيا. وتطورت الخلافات على الحدود إلى حرب شاملة عام 1962م. انتهت الحرب بهزيمة الهند التي ألقت بظلالها على السنوات الأخيرة من حكم نهرو. وقد توفي بعد إضراب مايو 1964م.
لم تدم كل أعمال نهرو، وبصفة خاصة في المجال الاقتصادي؛ حيث اعتبرت الصناعات الكبيرة المملوكة للدولة عبئًا على النمو، لكن أشد نقاده ضراوة يسلمون بأن الهند الحديثة مدينة لنهرو بحنكته وزعامته.