إن كمية المياه الجارية على سطح الأرض تابعة لعدة عوامل أهمها التساقط والتبخر كما تتأثر بالانحدار ونوعية صخور السطح الذي تجري عليه.
وتظهر بالجزائر عدة مجاري مائية تتميز بالقصر والذبذبة لما تصرفه من مياه، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى نظام وفصلية الأمطار. ففي فصل الشتاء تنزل الأمطار في المناطق التي تأخذ الأودية منها منابعها وهي أمطار قد تكون غزيرة تتغذى منها الأودية فتكثر مياهها وترتفع حمولتها إلى أن تتحول إلى سيول جارفة. وفي فصل الصيف تندر الأمطار إن لم تنعدم وبذلك تجف الأودية وتظهر بأسرتها الرمال والحصى والجلاميد وربما شريط من الماء إن كان بالوادي ينابيع، ولا تصل هذه المياه القليلة إلا المصبات إلا بعد مشقة نظرا لعملية التبخر التي ترتفع في فصل الصيف، ولعملية التسرب الجانبي للمياه في التكوينات الرملية المنفذة في مناطق جريانها.
وأغلب أودية الجزائر تصرف مناطق شديدة الانحدار لهذا كانت أقرب إلى الأودية السيلية الضيقة العميقة ذات الشعاب الصغيرة التي تتكس فيها أكوام من الرواسب ذات الأحجام المختلفة، حتى كان إطلاق كلمة أودية ينطبق عليها تماما لأنها تفيض وتزيد يوما لتجف وتهدأ شهورا بسبب الانحدار الذي يزيد من سرعة المياه الجارفة وقلة الغطاء النباتي أو انعدامه في بعض الحيان مما ساعد على جرف التربة واقتلاع الصخور ونقلها إلى مسافات مختلفة.
وتنقسم الأودية الجزائرية حسب مصباتها وتوازن مجاريها إلى أودية تصب في البحر المتوسط وهي الأودية التلية يغلب عليها طابع الشباب أوفر ماء وأكبر سيلا لأنها تصرف منطقة أوفر مطرا.
وأودية تصب في أحواض مغلقة من سبخات أو شطوط بمنطقة النجود وتسمى هذه الأودية بأودية الصرف الداخلي فيها مستوى القاعدة لا يرتبط بمستوى القاعدة العام للبحر ولكن بمستوى القاعدة المحلي للحوض المغلق وهذه الأودية أقل حظا فيما تصرفه من مياه لأن إقليم صرفها لا تتعدى أمطاره 400مم إلا نادرا. ثم أشباه الأودية التي تظهر بالصحراء وهي لا تتعدى حركات مياهها هذا الإقليم وليس لها مجاري مضبوطة بل كثيرا ما غيرت مجاريها وطمست معالمها حتى تكاد تعفو آثارها وبذلك يصعب الاستدلال عليها ولا تظهر بها المياه إلا أنها أثناء سقوط المطار النادرة في هذا الإقليم وربما جرت المياه فيها لأقل من ساعة خلال السنة كلها.
أودية تصب في البحر:
منها التافنة والحمام ومينا والشلف و خراطة لتمثيل كل الجهات التلية للجزائر الشمالية. وتجري هذه الأودية من الجنوب إلى الشمال بصفة عامة، وتأخذ منابعها من إقليم سلسلة الأطلس التلي ما عدا وادي الشلف الذي يمد لسانه حتى سلسلة الأطلس الصحراوي. يجري وادي تافنة في أقص الجهات الغربية الشمالية للجزائر منطقة من جبال تلمسان ويصرف مساحة واسعة منها حوضه الأعلى الذي تبلغ مساحته 1016كلم2.
جدول التقديرات المائية لبعض الأودية
ومتوسط أمطاره السنوية 540مم عليه بني سد بني بهدل (1941) على بعد 28كلم إلى الجنوب الغربي من مدينة تلمسان وذلك لتزويد مدينة وهران بالمياه الصالحة للشرب والاستعمالات المنزلية. وتتراوح حمولة الوادي السنوية في هذه المنطقة من السد المذكور ما بين 22 هكتومر مكعب و170هكم3. وقد قدرت بحوالي 79هكم3 كمتوسط سنوي وبذلك يقدر متوسط الانصباب بحوالي 205م 3/ث، ومؤشر الجريان الذي يمثل نسبة الحمولة على التساقط يدور حول 14% أي أن 14 بالمائة من مجموع ما يتلقاه الحوض الأعلى من التساقط يجري على السطح نحو البحر، أما الباقي فيتسرب إلى باطن الأرض أو يتبخر. وبذلك درنا الخسارة المائية لهذا الحوض وهي الكمية المائية التي لاتدخل في الجريان السطحي أي الفرق بين الكمية الساقطة والكمية الجارية بحوالي 469هكم3.
واد الحمام: يجري في السهول العليا من معسكر بعد أن يجمع أشتاته المتمثلة في روافده العديدة المنطلقة من جبال سعيدة، مثل ملخير، عوينات، سعيدة، تارية، ثم يتصل بوادي السيق عند منخفض المقطع ليصب أخيرا في خليج أرزيو وتبلغ مساحة الحوض الأعلى لوادي الحمام 8477 كلم2 فيه يدور المتوسط السنوي للتساقط حول 408 مم، أما الحمولة السنوية فتختلف من سنة لأخرى ما بين 70و 230 مليون متر مكعب بمتوسط يقرب من 120مليون متر مكعب، وهي كمية تقدر بحوالي 0.01 مم من الكمية الساقطة من الأمطار أي بمؤشر جريان 4% تقريبا وكما تختلف الحمولة السنوية يختلف أيضا الانصباب الذي يدور حول 3.8م 3/ث كمتوسط، على أن هذا الانصباب قد يبلغ أضعاف المضاعفة كما حدث في فياضانات 1927 التي بلغ فيها الانصباب 5000م 3/ث فأفسدت الطرقات وحطمت سد فرقوق وكما حدث أيضا في ما بين 12 و17 مايو من سنة 1948 حيث بلغت الحمولة خلال خمسة أيام فقط 21 مليون متر مكعب وسجل انصباب 1500م 3/ث يوم 13 مايو من نفس السنة على الساعة الثانية بعد الظهر، ويوجد على وادي الحمام سدان هما سد فروق وسد بوحنيفية للري.
وادي مينا: وهو أحد الروافد اليسرى لوادي الشلف في مجراه الأدنى، يأخذ منابعه العليا من الهبطة الجبرية الواقعة على الحافة الغربية لجبال النظور وفرندا على ارتفاع 1150م، وهي هضبة يبلغ فيها المتوسط السنوي للتساقط 475مم. وترفده عدة أودية منها وادي العبد، وتحت، وحداد، والمالح... وقد بني على وادى مبنا سد ابن خدة لحجز مياه حوضه الأعلى البالغ في المساحة 1130 كلم2 في مكان يعرف بسيدي ابن خدة إلى الغرب بحوالي 25 كلم من مدينة تيارت وذلك لري سهى غليزان. وقد دلت القياسات المتعددة إن المتوسط السنوي للحمولة في هذا الحوض الأعلى هي: 69.277 مليون متر مكعب الموافقة لانصباب 195مم2 3/ث. وفصل التحارق يمتد عادة من يوليو إلى أغسطس بمتوسط للحمولة لشهرية 2.5 مليون متر مكعب، أما فصل الوفرة فيمتد من أكتوبر إلى أواخر فصل الربيع فيه تبلغ الحمولية الشهرية لشهر ديسمبر 12.328 مليون متر مكعب أي خمسة أضعاف حمولة أشهر التحارق. ووادي مينا مثل بقية أودية الجزائر الشمالية التي تصب في البحر شديدة التغيرات المائية السنوية التي قد تختلف من سنة لأخرى في حدود الواحد إلى العشرة أمثال، وكذلك التغيرات الشهرية التي قد تبلغ حتى الثلاثين ضعفا.
وادي الشلف: وهو أطول وأهم واد في الجزائر من حيث المساحة التي يصرفها والحمولة يأخذ منابعه العليا من سلسلة الأطلس الصحراوي بالرب من أفلو بجبال عمور ثم يتجه إلى الشمال تحت اسم النهر الطويل عابرا لأراضي النجود التي تمتص أغلب مياهه ولا تتركها تمر إلا إذا كانت غزيرة في أوقات الفيضانات. وعند بوقزول يتصل بأهم روافده: وهو النهر الواصل من جهته اليسرى الذي يصرف جبال الونشريس، ومن هنا ينطلق عليه وادي الشلف الذي يشق طريقه دائما نحو الشمال عبر سلسلة الأطلس التلي في منطقة التقاء جبال المدية في الشرق وجبال الونشريس في الغرب على السفوح الجنوبية الغربية لجبال القنطاس، وبعد عبوره لهذه المنطقة يغير اتجاهه ليصبح يجري في حوض واسع من الشرق إلى الغرب حتى يصل إلى البحر ليصب مياهه بالقرب من مدينة مستغانم بعد أن يكون قد قطع مسافة تزيد من 700 كلم، وقد بنى عليه سد الغرب في منطقة عبور للأطلس التلي بالقرب من مدينة المدية وإلى الجنوب ليلا من بوغار وذلك لخزن 280 مليون متر مكعب من مياه الفياضانات، ثم ري السهول المجارة لحوض الأوسط. وحوضه الأعلى تزيد مساحته عن 23ألف كلم2 إذ يمتد من الأطلس التلي في الشمال حتى الأطلس الصحراوي في الجنوب يمر واسع من الإقليم النجود وبذلك يشمل نطاقات مختلفة جدا في التضاريس والمناخ خاصة التساقط حيث في الجنوب لايزيد التساقط عن 400مم إلا نادرا بينما في الإقليم الشمالي الذي يعبو فيه النهر منطقة الأطلس التلي يصل التساقط إلى 800مم. وهذا التباين جعل مؤشر الجريان يتراوح بين 5 في المائة في المنطقة التلية وواحد في المائة في منطقة الجنود. كما تضاف إلى قلة الأمطار في معظم مساحة الوطن الأعلى شدة التبخر التي لا تترك إلا نسبة ضئيلة من المياه تجري بالوادي طوال السنة وتبلغ الحمولة السنوية في المتوسط 86.5 مليون متر مكعب عند سد الغريب، وهي كمية كما نلاحظ قليلة جدا بالنسبة لحوضه الأعلى الواسع. ولأخذ فكرة صحيحة عن ذبذبة هذه الحمولة نذكر أن في أغلب السنوات لاتزيد عن 40 مليون م3 بينما في يناير من سنة 1931 سالت به 500مليون م3 خلال أسبوع فقط. أما معدل الانصباب فيدور حول 2.7 م3/ث وقد يصل في بعض الفيضانات إلى 15 ألف متر مكعب في الثانية الواحدة.
وادي خراطة: ويدعى أيضا بوادي اقريون، يرفده في الجهات اليمنى وادي أمرزاق، ويصرف وادي اقريون مساحة محصورة من السفوح الشمالية لجبال البابور وهي مساحة شديدة التضاريس والإنحدارات من الصخور الجيرية والشيست. ولأن هذا الوادي يصب في خليج بجاية قصيرا جدا حيث يبلغ طوله قرابة 50كلم فإنه يجري في منطقة غنية جدا في الأمطار إذ يتراوح متوسطها السنوي ما بين المتر والمترين تعطى للحوض الأعلى للوادي البالغ في المساحة 652كلم2 حمولة سنوية تدور في المتوسط حول 175 مليون متر مكعب وانصباب 5.54م3/ث. وقد تتراوح الحمولة السنوية ما بين 100و400 مليون متر مكعب كما أن الانصباب قد يبلغ الرقم 2500م3/ث. وقد بنى على هذا الوادي سد خراطة لتنظيم مياهه بخزن حوالي المائة مليون من الأمتار المكعبة وتوليد 35 مليون كيلوواط طن من الكهرباء.
أودية تصب في الشطوط
وادي الغيس: يصرف جزء من السفوح الشمالية لجبال أوراس التي تعد من أهم السلاسل الجبلية الفاصلة بين الصحراء والسهول العليا لقسنطينة. ويجري وادي الغيس البالغ في الطول حوالي 40كلم من الجنوب إلى الشمال في إقليم تتراوح أمطاره ما بين 400 و500مم ليصب في شط الملح من منخفض مغلق كبير يعرف بحوض غارة الطرف.
وقد بني على الوادي سد لخزن 2.5 مليون متر مكعب من الماء بفم الغيس قصد الري وجمع مياه مساحة تقرب من 165كلم2 من الحوض الأعلى للوادي الذي تبلغ حمولته السنوية 10.149 مليون متر مكعب كمتوسط لمدة 16 سنة ومعدل انصباب 0.32/ث ومؤشر جريان 13% . ولعلى أهم ما يميز وادي الغيس أنه يعد من الأودية السيلية التي تجف تماما في أوقات التحاريق.
وادي القصب: زهو أهم أودية إقليم الحضنة لذى تجرى نحوه كمية من مياه أودية السفوح الجنوبية لجبال البيبان، فهو مصب لها. ويتحرك وادي القصب من الشمال إلى الجنوب على عكس الأودية السابقة وذلك بعد انطلاقه من روابي مجانة والبرج، كما يصرف مساحة واسعة من كتلة جبال المعاديد ليصب في في شط الحضنة وتبلغ مساحة حوضه الأعلى من سهول مجانة حتى كتلة المعاديد 1317كلم2 فيما يبلغ المتوسط السنوي للتساقط 343مم وهو تساقط يبلغ حدوده القصوى مرتين في السنة إحداهما في نوفمبر- ديسمبر والثانية في أبريل – مايو.
والحمولة السنوية للوادي عند سد القصب تقدر بحوالي 57 مليون متر مكعب كمتوسط سنوي مما يعطى انصباب 1.8 م3/ث في المتوسط، على أن هذا الانصباب المتوسط يعتبر بعيدا عن الواقع إذا علمنا أنه يتراوح بين الصفر في أوقات التحاريق من فصل الجفاف ومئات الأمتار في فصل التساقط والفيضانات.
أودية تصب في الصحراء
وادي أمزي: يجري من الغرب إلى الشرق ويمثل الجزء الأعلى من ذلك الوادي الطويل العروف بوادي جدى الذي يتماشى وخط الإنكسار العظيم الذي يفصل بين الصحراء و الأطلس الصحراوي من جبال عمور حتى بسكرة ليصب في الصحراء بشط ملغيغ الواقع على انخفاض 32 متر دون مستوى البحر وهو أقل انخفاض معروف في البلاد، وينحدر واد مزى الذي يأخذ منابعه العليا من السفوح الجنوبية لجبال عمور بالقرب من مدينة ىفلو. وقد بنى عليه سد تاجموت سنة 1947. وهو سد يقع على بعد حوالي 25 كلم إلى الغرب من مدينة الأغواط لجميع مياه مساحة تقرب من 1927 كلم2 .
وقد قدرت كمية التساقط في هذا الإقليم بحوالي 315 مم كمتوسط سنوي. أما احتمالات الحمولة السنوية فهي 9 ملايين من الأمتار المكعبة وذلك بمعدل انصباب 0.28 م3/ث.
وادي الأبيض: بنطلق من جبل الشلية بالأوراس على ارتفاع يزيد عن 2000م ويصرف الجزء الغربي من السفوح الجنوبية لجبال أوراس الشامخة التي قد تكسوها الثلوج لبعض الأيام من السنة في فصل الشتاء طبعا ليصب في شط ملغيغ بالصحراء مثل وادي جدى وبذلك يغذي الطبقات المائية الجوفية في الصحراء الشمالية الشرقية التي امت عليها واحات الوادي ومغير وتوقرت. وقد بنى عليه سد فم الغرزة لحجز 45 مليون متر مكعب من الماء إلى الشمال من سيدي غبة وإلى الشرق قليلا من مدينة بسكرة وذلك عند خروجه من المنطقة الجبلية الشديدة التضرس لري إقليم الزيبان. وتبلغ مساحة الحوض الأعلى لوادي الأبيض الواعة إلى الشمال من السد 1280 كلم مربع تتلقى سنويا أمطارا تقرب في المتوسط من 365 مم. وحجم المياه التي عبرت هذا السد سنة 1984 وهي سنة باغت فيها كمية التساقط 303 مم حوالي 21 مليون متر مكعب، أما حجم المياه الساقطة على هذا الحوض لنفس تلك السنة فكانت 387.84 مليون م3 . وبصفة عامة يمكننا أن نول أن نسبة الجريان ضعيفة جدا في هذا الإقليم إذ تدور حول 4 في المائة وربما بلغت 10 في المائة لكن في سنوات الفيضان. ومعدل الانصباب يدور حول 0.6 م/ث. وقد يجف الوادي تماما في فصل الصيف خاصة في مجاريه الدنيا حيث تشتد عملية التبخر والتسرب ويقل انحدار الوادي.
هذا باختصار عن حالة الجريان لبعض الأودية الجزائرية التي تمثل الإقليم المناخية الثلاثة بالبلاد تتسم كلها بالجريان غير المستمر وباعتمادها على التساقط لتفيض يوما وتمتد أياما.
ولتوضيح الخسارة المائية في الجزائر نذكر أن ما تتلقاه تلك الأحواض العليا للأودية المذكورة ما بقي يدور حول 17244.55 مليون متر مكعب وأن مجموع ما يجري بها من مياه يقرب من 626 مليون م3 وبذلك تبلغ الخسارة المائية 16618.55 مليون م3، وهي كمية تفقد في معظمها عن طريق التبخر، وجزء قليل منها يتسرب إلى باطن الأرض لذلك يصعب التحكم فيها. لكن المياه الجارية على سطح الأرض هي التي يجب أن نهتم بها لسهولة التحكم فيها، وأن نستغلها قبل أن تفلت وتضيع في البحر وهي التي قدرناها بحوالي 5 في المائة من مجموع كمية التساقط. ولا شك أن هذه الكمية كافية للتطور الاقتصادي من زراعة وصناعة واستعمالات منزلية كما يبينها الجدول التالي للحاجيات المختلفة:
طن واحد من الصلب يتطلب لاستخلاصه ..................... 150 م3 من الماء.
طن واحد من النسيج يتطلب لحضيره ........................... 1300 م3 من الماء.
طن واحد من الورق يحتاج لتحضيره............................ 500 م3 من الماء.
الهكتار الواحد من القمح يتطلب ....... مابين 4000 و8000 م3 من الماء.
الهكتار الواحد من الطماطم يتطلب ما بين 5000 و 9000 م3 من الماء.
يحتاج الحيوان للشرب يوميا: ما بين 5 و20 لترا بالنسبة للأغنام وما بين 20 و50 لترا بالنسبة للأبار.
يحتاج الإنسان يوميا لشربه ما بين 2 و 5 لترات، كما يحتاج لسد حاجياته الأخرى إلى ما بين 80 و 100 لتر يوميا وهذه الكمية تختلف طبعا بالاختلاف الحضاري، والموقع، والمناخ إلخ..........
والاهتمام بالمياه السطحية يكون باستصلاحها وتهيئتها وعلاج الفيضانات ببناء السدود والخزانات المائية والمدرجات واستصلاح أسرة الأودية ببناء الأسوار بجوانبها وتعميقها وإزالة ما يعوق جريان المياه بها وغراسة الأشجار بها في مناطق جمع المياه.
ولأن كان بناء السدود هذه يكلف نفقات كبيرة إلا أن ما يعود به على العباد من خير كبير لايمكن تقويمه والاستهانة به حيث أن هذه السدود لا تعتبر مخازن لتوليد الطاقة الكهربائية فقط ولا هي العلاج الأمثل لدرء خطر الفيضانات فقط ولكن تضمن أيضا الاستقرار البشري والتطور الاقتصادي بصفة عامة.
وطبيعة الجزائر الشمالية من تضاريس متقطعة أو جبال تتخللها الخوانق والأودية العميقة تعد هبة إلى أهمية إنشاء السدود أو المصائد المائية بصفة عامة.