هو الذي لا يكون فيه نص على صورة التشبيه , وإنما تشبيه يوضع
فيه المشبه والمشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة , وإنما
يعرف عن طريق التركيب , وهو يفيد أنّ الحكم الذي أسند إلى المشبه ممكن ، ومن أمثلته :
1.وإذا أراد الله نشر فضيلة .. طويت أتاح لها لســــان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت.. ما كان يعرف طيب عرفِ العود
المشبه : حال الحسود عادة لا يحب انتشار الفضائل وهو شر، فهو سينشرها دون إرادة منه .. فهو نفع من حيث أراد الضرر .
المشبه به : حال رائحة العود ( البخور ) لا تخرج إلا بالحرق ، والحرق شرّ.
وجه الشبه : حال الشيء الضار قد ينتج عنه شيء نافع.
فهو ضمني لم ينصّ على أن هذا يشبه هذا ولكنه ألمح إلى هذا
إلماحاً من خلال تجاور الصفتين
نوع التشبيه : ضمني.
2. قال أبي الطيب :
من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
المشبه : حال من عاش بالهوان واعتاده سهل عليه تقبل هوان جديد وذل آخر .
المشبه به حال الميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده أو تنشر لحمه بالمناشير ما تألم ؛لأنه فقد أحاسيسه وتعوّد على ذلك .
وجه الشبه : حال من تعوّد على شيء يألفه ، ولا يشعر بتبعاته.
نوع التشبيه : ضمني.
3.قال أبوالطيب :
ومن الخير بطء سيبك عني .. أسرع السُحْبِ في المسيرِ الجهامُ
الجهامُ : السحب الخالية من الماء والسيب : العطاء .
المشبه : حال تأخر العطاء من الخليفة فهو من الخير .
المشبه به : حال السحب في السماء الذي يسرع في المسير إنما هو السحاب
الخالي من الماء , فالسحب كلّما تأخر سيرها كان عطاؤها كبيراً.
وجه الشبه :حال الشيء كلما تأخر زاد نفعه وعطاؤه.
نوع التشبيه : ضمني.
4. يقول ابن الرومي :
وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله .. وأطال فيه فقد أراد هجاءه
لو لم يقدر فيه بعد المستقى .. عند الورود لما أطال رشاءه
المشبه : حال الشاعر إذا أراد أن يمدح شخصاً آخر ، فكلما كان مدحه أقصر كان أبلغ.
المشبه به : حال الحبل كلما كان أقصر كان أبلغ في جلب الماء.
وجه الشبه : حال الشيء كلما قصُر زاد نفعه.
نوع التشبيه : ضمني.