شخصيات المسرحية:
حمزة: هاجر بطريقة غير شرعية إلى إيطاليا.
آدم: حاصل على شهادة ليسانس في الحقوق.
محمد: ترك الدراسة منذ سنوات وبقي تائها في الشوارع بسبب الفقر والجهل.
خليل: ابن عائلة ثرية لكنه لم يكمل تعليمه بسبب إهمال أهله له.
مهدي: حاصل على شهادة دكتورة في الطب.
جواد: ابن محافظ ومتعلم من عائلة متوسطة الحال.
(هؤلاء الفتية أصدقاء، هاجر حمزة أولا ثم اتصل بهم ليطمئنهم عنه ويحثهم على الهجرة مثله)
(حمزة هاجر منذ أسبوعين وبعد يومين من وصوله إلى إيطاليا اتصل بأصحابه)
حمزة: آلو ، خليل، كيف حالك يا صديقي العزيز،
( خليل مع أصحابه ): إنه حمزة، إنه حمزة !!
حمزة: اشتقت لك كثيرا وكيف حال المجموعة، هل هم بخير جميعا، آدم، جواد، مهدي ومحمد، أبلغهم سلامي وأخبرهم أني بأحسن حال وصلت بخير والحمد لله.
خليل: نحن جميعا بخير يا حمزة، الحمد لله، المهم كيف حالك أنت، هل بحثت عن عمل؟ وأين أنت مقيم الآن؟ أقصد أين تنام ليلا؟
حمزة: لم أحصل على عمل بعد، لكن وعدني صاحب مقهى بأن يبحث لي عن عمل عند زبائنه وبأجرة مرتفعة أيضا، أنا متأكد أنه سيجد لي عملا وأنا أبيت عنده في المقهى. حسنا أنا مضطر لإنهاء المكالمة فليس معي من المال إلا الشيء القليل يكفيني لسد رمقي مدة أسبوع على الأكثر ريثما أحصل على عمل.
خليل: حسنا، اذهب يا أخي رافقتك السلامة، وفقك الله.
حمزة: مع السلامة طمئن المجموعة عن حالي وانصحهم بأن يأتوا، فأنا هنا سعيد أحسن من حياتي في الجزائر.
(انقطع الخط لأن حمزة اتصل من هاتف عمومي ولم يكن يملك الكثير من المال)
مهدي: ماذا قال لك يا خليل؟ هل هو بخير؟
خليل: يقول أنه في أحسن حال وسيحصل على عمل قريبا، وينصحكم بأن تلحقوا به أحسن من عيشكم هنا..
محمد: معه حق حمزة، لا بد من الهجرة لأننا هنا صرنا عالة على المجتمع، لا شغل ولا مشغلة، سوى النوم والأكل والتسكع طول النهار وجزء من الليل في الشوارع.
( جواد يوجه الكلام إلى محمد ساخرا ): وكيف السبيل إلى اللحاق به يا ذكي؟
محمد: بعض المال، باخرة، ودليل بحري، هذا كل ما في الأمر..
جواد: حمزة مجنون ولولا أن الله ستره وحماه لكان الآن في عداد الموتى..
آدم: ليس بتأثير من حمزة سأهاجر، ولا بانتظار نصيحة منه، بل لأن الفكرة راودت ذهني كثيرا، وأظن الوقت قد حان لتنفيذها، لم أسمع رأيكما يا مهدي وخليل.
مهدي: إن كان علي، فأنا أول واحد يريد الهجرة، ولكن بهذه الطريقة، أنا خائف إنها تجربة صعبة جدا ففيها مخاطرة بالحياة فإما أن تصل إلى هناك وتكون قد ربحت حياتك وإما أن تغرق أو يحدث لك مكروه يودي بحياتك.
جواد: معك حق يا مهدي رأيك سديد، وقولك سليم جدا، فهي تجربة إما أن تحيا بعدها حياة كريمة أو تفقد كل شيء إلى الأبد.
خليل: لم تضخمان المسألة على هذا النحو؟ ألم يجد البحر غيركما ليبتلعه، أنا أؤيد آدم، فهي فرصة لا تعود لتعويض ما فاتكم من ملذات الدنيا ومسراتها ونعيمها، ها قد وصل حمزة وهو بخير وسيحصل على عمل قريبا جدا لتتغير حياته إلى الأبد.
جواد: لنفرض أننا وافقنا على الهجرة والعمل كما تقولان، كيف سنصل إلى هناك، أظنكم فهمتماني، أقصد النقود، وماذا سنعمل هناك؟
مهدي: ماسحي أحذية، حراس مواقف سيارات، منظفي شوارع، فلاحين نتقاضى أجورا زهيدة مقابل أعمال لا تطاق، دعك من هذا، اشتغل هذا في بلدك أحسن..
آدم: لو اشتغلنا قليلا فقط، نكسب بعض المال ثم ننطلق إلى الحياة الهنيئة، ما رأيكم؟ وأحسب خليلا سيساعدنا، أليس كذلك يا خليل؟
خليل: سأرى ما باستطاعتي فعله أعدكم، أرجوكم، فكروا بالأمر، وافقوا هيا، قوي قلبك يا جواد، أين شجاعتك وجرأتك يا مهدي؟ قل لهما شيئا يا محمد..
محمد: نحن أصحاب وعلينا الوثوق ببعضنا قليلا، توكلوا على الله ووافقوا، لنتدبر أمرنا بشأن المال..
مهدي: حسنا، سنفكر بالأمر على مهل فهذه مهمة صعبة.. أليس كذلك يا جواد؟
جواد: لن أفكر بشيء، مستحيل أن أفعل هذا !!
( بعد أسبوع يرجع مهدي حاملا البشرى السارة، بأنه وافق على السفر، فيتهيأ الأربعة للسفر بجمع المال، مهدي جاهل تماما ولا يعرف عمل شيء، لما استولت الفكرة على كيانه ووجدانه، سرق ستة عشر هاتفا نقالا، من النوع الرفيع، وسلسلتين ذهبيتين من بنتين، ومبلغا معتبرا مرة من رجل كان يشتري بعض اللوازم من الأسواق غير الشرعية المكتظة بالناس، ومرة من مسافر في محطة القطار، وبما أن خليل من عائلة ثرية، فقد جمع المال بسرعة فائقة، أما محمد وآدم فقد اشتغلا معا وحققا ربحا لا بأس به وجمع الأربعة الغنيمة مع بعضها، وهكذا تحقق المبلغ المطلوب )
آدم: لقد وجدت مكانين على متن باخرة ستقلع صباح السبت المقبل، سنذهب على متنها أنا وخليل.
محمد: جيد جدا، وأنا سأتدبر أمري مع عامل في سفينة تجارية، كان زميلا لي في المدرسة، وسأحاول معه ليركبنا مع البضائع مقابل بعض المال، ما رأيك يا مهدي؟
مهدي: جيد، جيد أنا موافق.
( لكن مع الأسف، يوم أقلعت الباخرة، هبت عاصفة هوجاء غير متوقعة، فاضطرب البحر وعلت أمواجه وأغرقت من كان على متن الباخرة، ومن سوء حظ محمد ومهدي فقد نسي العامل أمرهما بعد أن أركبهما مع البضائع، فبقيا أياما دون أكل أو شرب مقفلا عليهما حتى ماتا وتعفنا وانبعثت رائحتهما الكريهة من مكانهما، وهكذا كانت نهاية كل منهم، ولم ينج غير جواد الذي لم يرض أن يبيع نفسه ويسلمها للحظ، ويخالف ضميره، أما حمزة فقد دخل السجن عدة مرات في إيطاليا مظلوما، إلى أن تمكن من جمع المال اللازم ورجع إلى وطنه بنفسية محطمة جراء ما جرى له...)